الدولار الأمريكي يفقد عافيته وسط اضطرابات الأسواق وتآكل الثقة بالفيدرالي

كشف استطلاع أجرته وكالة "رويترز" أن جاذبية الدولار الأمريكي كملاذ آمن قد بدأت في التراجع، وسط تزايد التوترات التجارية والمالية، وقلق متنامٍ حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي. حيث أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين، بنسبة تصل إلى 55%، يعانون من قلق حقيقي إزاء انخفاض الدولار كعملة ملاذ آمن، مقارنة بنحو الثلث فقط في استطلاع سابق. وعلى الرغم من هذا القلق، لا يزال أغلب المشاركين يعترفون بعدم وجود بديل واضح يمكنه أن يتسلم راية القيادة العالمية في الوقت الحالي.
في هذا السياق، شهد الدولار ضغوطًا ملحوظة، حيث تراجع بنسبة 0.5% أمام الين الياباني مسجلاً 142.99، وكذلك خسر بعض قوته أمام العملات الأوروبية، حيث ارتفع اليورو إلى 1.1341 دولار والجنيه الإسترليني إلى 1.3328 دولار. كما أفاد مؤشر الدولار (DXY) بانخفاضه بنسبة تقارب 9% أمام العملات الرئيسية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مما زاد من حدة عدم اليقين في الأسواق.
وصف ستيف إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات في بنك "ستاندرد تشارترد"، الوضع الحالي للدولار بأنه "يشبه خيانة الثقة"، مشيرًا إلى أن الذاكرة ستبقى قائمة حتى مع تبرير المواقف. وفي الوقت نفسه، يُعبّر المستثمرون عن مخاوفهم من الانكماش الاقتصادي الذي شهدته الولايات المتحدة في الربع الأول من العام الجاري، وهو الأول منذ ثلاث سنوات.
مخاوف من المزيد من الانخفاضات
تشير التوقعات إلى أن الأسواق تنتظر ثلاث خفضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، لكن صناع القرار في البنك المركزي لا يبدو أنهم مستعجلون. وبحسب إريك نيلسون من "ويلز فارجو"، فإن التباطؤ الاقتصادي الأمريكي قد يؤثر على أداء الدولار، بينما حذر بريان روز من "يو بي إس" من أن فقدان الثقة في استقلال البنك المركزي قد يقوض مكانة الدولار كعملة احتياطية آمنة.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع محتمل في قيمة اليورو إلى 1.14 دولار خلال ستة أشهر، ثم إلى 1.16 دولار خلال عام. من المتوقع أيضًا أن يرتفع الين الياباني والفرنك السويسري بمعدلات تصل إلى 2.8% و0.4% على التوالي خلال 12 شهرًا، مما يعكس التغيرات الجذرية في المشهد النقدي العالمي.