تراجع الدولار الأمريكي بعد خفض التصنيف الائتماني وزيادة التوترات التجارية

تراجع الدولار الأمريكي اليوم بشكل ملحوظ متأثراً بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة "موديز"، مما أثار قلق الأسواق العالمية. الدولار انخفض إلى أدنى مستوياته أمام عدة عملات رئيسية، وفي مقدمتها الين الياباني، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين، حيث سجل الدولار 144.665 ين. تأثرت الأسواق بالقلق حول الدين العام الأمريكي الذي وصل إلى نحو 36 تريليون دولار، مما يعكس ضغوطًا متزايدة على الوضع المالي للولايات المتحدة.

وكالة "موديز" اتخذت هذا القرار في وقت تواجه فيه الإدارة الأمريكية تحديات تشريعية لإقرار الميزانية، والتي تقترب من موعدها المحدد في يوليو المقبل. ووفقًا لفرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات في بنك ING، فإن الأسواق شهدت جلسة بيع كبيرة للأصول الأمريكية بعد هذا الخفض. كما تساءل كينيث برو، رئيس أبحاث العملات في بنك "سوسيتيه جنرال"، حول مستقبل الدولار كعملة ملاذ آمن.

تفاعلات السوق

الدولار لم يكن وحده المتأثر، بل ارتفع كل من اليورو والجنيه الاسترليني بنسبة 0.73% و0.79% على التوالي. وفي الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.1%، وافتتح مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي على تراجع بنسبة 0.6%. كما ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات بمقدار 11.5 نقطة أساس.

التوترات التجارية

في صعيد آخر، أكد وزير الخزانة الأمريكي أن دونالد ترامب يعتزم فرض رسوم على الشركاء التجاريين الذين لا يتفاوضون "بنوايا حسنة"، مما زاد من حدة التوترات. بينما دعت الصين الولايات المتحدة إلى تبني سياسات مسؤولة لضمان الاستقرار المالي العالمي. رغم ذلك، هناك أمل في انفراجة محتملة في المحادثات التجارية، خصوصاً مع الاتحاد الأوروبي، بعد توقيع اتفاق جديد مع المملكة المتحدة.

وفي إطار آخر، انخفض الدولار بنسبة 0.41% أمام الفرنك السويسري، بينما سجل الدولار الأسترالي ارتفاعاً بنسبة 0.66%. محجابين زمان، رئيس أبحاث العملات في بنك ANZ، أشار إلى أن هذه الظروف قد تؤثر سلباً على وضع الدولار كعملة ملاذ آمن في المستقبل.