الجاهلية المعاصرة تشغل الأذهان: الخشت يكشف شروط المراجعة الفكرية للعناصر التكفيرية

أكد الدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ فلسفة الدين ورئيس جامعة القاهرة السابق، في حوار مع الإعلامي عماد الدين أديب على قناة “سكاي نيوز عربية”، أن التطرف لا يعتبر مجرد سلوك عنيف بل هو نتاج لبنية عقلية مغلقة. وتقوم هذه البنية على رؤية أحادية تروج لفكرة امتلاك الحقيقة المطلقة، مما يقود إلى تبرير العنف وتكفير الآخرين.

وأشار الخشت إلى أن المتطرفين يعتمدون على مبادئ غير حقيقية تشمل مفهوم “الجاهلية المعاصرة” و”الحاكمية”، وهي أفكار تمثل عقلية تستبعد أي تنوع وتؤمن بالاقتتال بين الفرق. ورغم الفروقات الظاهرة بين الجماعات المتطرفة، إلا أن الذهنية ونموذج التفكير يبقيان متساويين، مما يعني أن المشكلة لا تكمن فقط في الأفراد بل أيضًا في الأوساط الفكرية التي تدعم هذه العقليات.

اقترح الخشت عدة مسارات لتحويل المتطرف إلى شخص مسالم، منها الاحتكاك بالبيئات المفتوحة، والوعي بالتناقضات الداخلية في الفكر، والنضج الذاتي. أضاف أن التجارب الشخصية مثل السجن يمكن أن تسهم في هذا التحول إذا توافرت بيئة إصلاحية تسهل التأمل.

شدد الخشت على ضرورة مشاركة أساتذة الفلسفة وعلم النفس والاجتماع في جهود معالجة هذه الظواهر وليس رجال الدين فقط. كما حدد 11 شرطًا يجب الالتزام بها لتحويل القادة المتطرفين إلى قادة مدنيين، منها ضرورة تحقيق العدالة الانتقالية ودعم حقوق الأقليات.

في ختام حديثه، أكد الخشت على أن التحول الفكري يستلزم تطبيق سياسات عملية واضحة وليس مجرد شعارات، ليتمكن المجتمع من ضمان تحول فعلي نحو عقل متفتح وإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى