تزويج الأطفال يهدد براءة البنات بين التقاليد والسترة

تعيش تفاصيل مؤلمة في قرى مصر، حيث يتعرض الكثير من البنات لرياح عاتية تأتي تحت مسمى “الستر”. تبدأ المعاناة عند لحظة “عقد القران”، حيث تجد الفتاة نفسها أمام مستقبل مظلم مع شخص لا تعرفه. هذا النوع من الزواجات يتم بعيداً عن الأنظمة القانونية، وغالباً ما يتم بمباركة بعض الأشخاص، مثل رجال الدين في الأوساط العائلية. هنا يتوقف حلم الطفولة، لتبدأ رحلة معاناة جديدة تفرض عليها أعباء الحياة المبكرة.

تراها وقد أُخذت من طفولتها، وزُجت في عالم يأخذ منها أحلامها، لتمر بتجارب قد تتجاوز قدرتها على التحمل. كثير من البنات يعشن في غياهب التجاهل، بلا أوراق تثبت وجودهن ولا هويات تعبر عنهن. وبدلاً من أن يكن في أمان، تجدهن محاصرات بمشاكل كبرى قد تجعل الأمومة مجرد ذكرى مؤلمة، أو تجارب الطلاق المبكرة قد تضيع أمام نظر المجتمع.

#### بطل قصتنا قانون “الستر”

في تلك الأرياف، يكون هناك قانون غير مكتوب يُعرف بقانون “الستر”، حيث يُفضل البعض أن يقوموا بدفن أصوات معاناة الفتيات بدلاً من مواجهة المشكلة. لهذا القانون تداعيات خطيرة للغاية، تهدد ليس فقط صحة الفتيات النفسية بل أيضاً مستقبلهن.

لا نجد مبرراً لهذا التمسك بالممارسات القديمة في مجتمع حديث. بل على العكس، يدعو البعض إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة، وتوعية المجتمع بأهمية التعليم وحقوق الفتيات. فمازال هناك أمل في التغيير، بشرط أن يضع المجتمع مصلحة بناته أولاً، ويضمن لهن حياة كريمة خالية من القيود والعادات الجائرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى