إحياء ذكرى القديس البابا كيرلس الأول في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية احتفالات الكنيسة القبطية بتذكار نياحة البابا كيرلس الأول تذكار نياحة القديس البابا كيرلس الأول في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم ذكرى نياحة القديس البابا كيرلس الأول المعروف بلقب "عمود الدين". كان هذا الحدث المميز في يوم 3 أبيب حسب التقويم القبطي، يجسد الاحتفاء بحياة وإرث أحد أعظم بطاركة الكنيسة.
التاريخ والحياة الروحية
يعود تاريخ نياحة البابا كيرلس الأول إلى عام 445 ميلادياً، حيث يُعتبر رابع بطريرك من بطاركة الكرازة المرقسية. وُلِد هذا القديس في محلة البرج لعائلة عريقة بالإيمان، وتلقى تعليمه الديني على يد خاله البابا ثاؤفيلس. منذ صغره أظهر شغفاً بقراءة الكتب المقدسة واهتم حفظ الألحان، مما ساهم في تشكيل شخصيته الروحية.
التصدي للهرطقات
عندما تولى الكرسي البطريركي، كان أمامه تحديات كبيرة، منها التصدي لنمو البدع والهرطقات، خاصة البدعة المنسوبة إلى نسطور بطريرك القسطنطينية. كتب البابا كيرلس رسالة شهيرة لجميع كنائس العالم، موضحاً كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت، وذلك بأسلوب بليغ يجسد عمق فكره اللاهوتي.
القرارات المجمعية
قام البابا كيرلس بعقد مجمع إسكندري لبحث هذه المعضلة. ورغم التحديات، تمكن من إقناع المجمع بضرورة إصدار حكم بحق نسطور ونبذ هرطقته. كان له دور محوري أيضاً في الاتصال مع بابا روما لتنفيذ هذا القرار.
الإرث الروحي
واضعاً بصمته الخاصة على القداس القيرلسي، ساهم البابا كيرلس في وضع إضافات جديدة فيه، مما جعل هذه الطقوس تعكس روح العصر الذي عاش فيه. توفي البابا كيرلس الأول بعد انقضاء 31 عاماً على الكرسي المرقسي، تاركاً وراءه إرثاً روحياً غنياً.