23 يوليو يوم تاريخي يجمع بين الجيش والشعب في «ثورة بيضاء» حققت أحلام المقهورين في التحرر والكرامة والسيادة

حين تشرق شمس 23 يوليو في كل عام، تتجدد الذكريات وتعود إلى الأذهان أحداث ثورة غيرت مجرى التاريخ الوطني. ما بين فجر مظلم وصوت وطني مكتوب بحروف من فخر، كانت ثورة 23 يوليو نقطة تحول في حياة المصريين، من رحم المعاناة وُلد الأمل، ونطق الشعب بصوت الحرية.

تغيرات جذرية في المجتمع المصري

تحدث اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية، عن الأثر العميق الذي تركته ثورة 23 يوليو على مختلف الأصعدة، حيث أعادت تشكيل الحياة السياسية والاجتماعية في مصر. ففي ظل الظروف الصعبة، كان جمال عبد الناصر ورجاله من الضباط الأحرار يمثلون الحلم الذي تطلع إليه المواطنون في كسر طوق الفقر والظلم، حيث كانت ثروة البلد مركّزة في يد فئة قليلة.

اتفاقية الجلاء التاريخية

استمر الحديث مع اللواء سالم حول دور الثورة في تحرير مصر من الاحتلال، موضحًا كيف وقعت اتفاقية الجلاء في 1954 التي أنهت الوجود البريطاني. لقد كانت العلاقة مع إيدن، وزير الخارجية البريطاني، معقدة، حيث تتداخل المصالح وتظهر المفارقات، فبينما كانت جماعة الإخوان المسلمين تحث البريطانيين على البقاء، كانت مصر تعيش لحظات تاريخية حاسمة.

السد العالي وإمكانيات مصر الزراعية

تحت ثورة يوليو، ظهرت مشروعات عملاقة مثل السد العالي، الذي مُثّل تحولًا زراعيًا كبيرًا. اليوم، نشهد زيادة في المساحات الزراعية وارتفاع الإنتاج نتيجة لهذا المشروع. هذا التنوع الزراعي مكّن الفلاحين من استغلال الأرض وتحقيق الاكتفاء، ليصبح الفلاح معافى ومؤثرًا.

مصر تتمسك بالتعليم

لكن الإنجازات لم تتوقف عند الزراعة فقط، بل امتدّت لمجال التعليم. أصبح التعليم مجانيًا للجميع، مما أتاح الفرصة لأبناء الفئات البسيطة لتحقيق أحلامهم والتميز. أحمد زويل ومجدي يعقوب وضعتهم هذه السياسة في مقدمة الصفوف العلمية.

بناء جيش قوي

تسعى الثورة لضمان الأمن القومي من خلال بناء جيش وطني يتجاوز قيود الاستعمار وضعف التسليح، وقد كان ذلك بداية جديدة من خلال التعاقد على صفقات أسلحة متطورة. لقد شكلت هذه الخطوة تحولًا عسكريًا ومحورًا مهمًا في تاريخ الأزمات العسكرية في المنطقة.

في النهاية، تبقى ثورة 23 يوليو رمزًا للأمل والكرامة، حيث تُعد نقطة تحول في تاريخ مصر الحديث، ومنارة للإصلاحات التي أعادت للوطن اعتباره.