الصحة العالمية تحذر: 2.1 مليون شخص في غزة مهددون بالجوع القاتل

قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن الوضع في قطاع غزة يتفاقم بشكل خطير. وأشار خلال مؤتمر صحفي في جنيف إلى أن أكثر من 2.1 مليون شخص يواجهون تهديد الجوع، مما يؤدي إلى شبح موت جماعي بعيدًا عن القنابل والرصاص، محذرًا من تزايد حالات الوفاة نتيجة سوء التغذية.
منذ منتصف يوليو، شهدت مراكز علاج سوء التغذية اكتظاظًا غير مسبوق، حيث تفتقر بشكل كبير إلى الإمدادات اللازمة للتغذية الطارئة. وقد وثقت منظمة الصحة العالمية 21 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في عام 2025. الأمر الذي يثير القلق هو أن 95% من الأسر في غزة تعاني من نقص حاد في المياه، مما يؤثر على الصحة العامة.
انقطاع المساعدات الإنسانية
أوقفت الأمم المتحدة إيصال المساعدات الغذائية إلى غزة على مدى 80 يوماً بسبب الحصار الكامل. وحسب تقارير، لا تزال عمليات تسليم المواد الغذائية ضعيفة للغاية، حيث يعاني العديد من الأهالي من فقدان أبنائهم بسبب الجوع.
ويعبر العديد من الأهالي عن معاناتهم، حيث يشتكي الآباء من أن أطفالهم يبكون من الجوع، بينما كانت مواقع توزيع الطعام مسرحًا لأعمال عنف. ومن بين هذه الأحداث، أسفرت محاولات الحصول على الغذاء عن مقتل 1026 شخصًا خلال الفترة من 27 مايو إلى 21 يوليو.
الأوضاع الصحية على المحك
تعاني المستشفيات في غزة من هجمات متكررة ونقص في الوقود والإمدادات الطبية. وأكد أدهانوم على أن أي هجوم على المستشفيات يعد انتهاكًا واضحًا للقوانين الإنسانية. في حادثة جديدة، تعرض طاقم منظمة الصحة العالمية لإطلاق نار في مدينة دير البلح، مما يزيد من صعوبة عملهم.
وتتعرض المرافق الطبية للهجوم بشكل منتظم، مما جعل من الصعب على العاملين فيها تقديم الرعاية اللازمة. وقد تم إجلاء عدد من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال، إلى مكاتب منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق، أكدت المنظمة على أهمية حماية وكالات الأمم المتحدة وموظفيها أثناء قيامهم بالعمل الإنساني، وضرورة تسليم المساعدات بشكل آمن وغير معرّض للعقبات.
في ختام المؤتمر، أكد أدهانوم على أهمية تقديم الدعم الدولي لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مطالبًا بالضغط على جميع الأطراف لضمان سلامة العاملين في المجال الصحي.