عطارد يشرق اليوم… حدث فلكي نادر يمر بين الأرض والشمس

يشهد الفلكيون اليوم حدثا فريدا من نوعه يتمثل في اقتران كوكب عطارد مع الشمس، حيث يمر الكوكب بزاوية بين الأرض والشمس عند الساعة الثانية و4 دقائق صباحا بتوقيت مكة المكرمة. تلك اللحظة تشهد قرب عطارد من الشمس إلى درجة تجعله غير مرئي أمام أعين المراقبين على الأرض.

تُشير الجمعية الفلكية بجدة إلى أن هذا المشهد الفلكي يحدث كل 116 يوما تقريبا، وهو يمثل نهاية ظهور عطارد في سماء المساء. وسيعقب هذا الاقتران بداية ظهور الكوكب في سماء الفجر خلال الفترة المقبلة. وعلى الرغم من قرب عطارد من الشمس، تبقى رؤيته صعبة للغاية، ذلك لأنه سيكون في حالة الإظلام الكلي، مما منعه من استقبال أشعة الشمس على واجهته.

المسافة المذهلة

يُعتبر قرب عطارد من الأرض ذا أهمية، حيث يمر بنقطة الحضيض الأدنى، التي تعني أنه أقرب ما يمكن إلى الأرض. تبلغ المسافة حوالي 0.59 وحدة فلكية، وهو ما يساوي نحو 88,262,744 كيلومترا. في حال كنا قادرين على رصد الكوكب، لكان له قطر زاوي يصل إلى 11.3 ثانية قوسية، لكن للأسف سيكون مانعا من رؤيته نتيجة وجوده في طور المحاق.

تنبيهات هامة للرصد

ينبه الفلكيون إلى أن بعض المحاكيات الفلكية قد لا تعكس المسافات الحقيقية بين الكواكب، لذا يجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. إن الأبعاد الفعلية بين الكواكب أكبر بكثير مما تظهره الرسومات التوضيحية، مما يعكس عمق وتعقيد النظام الشمسي.

إن متابعة هذه الظواهر الفلكية تقدم لنا نظرة جديدة على الكون من حولنا، وتظل هذه اللحظات مصدر إلهام للجميع، سواء كانوا محترفين أو هواة في علم الفلك.