إطلاق القمر الصناعى المصرى… محطة فارقة في الإعلام اليوم

في مثل هذا اليوم، الرابع من أغسطس 2010، حققت مصر إنجازا تاريخيا بإطلاق القمر الصناعي "نايل سات 201" عبر صاروخ "آريان 5 إى سى إيه" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية، ليصبح محطة فارقة في مجال الاتصالات الفضائية. استغرق الإطلاق حوالي 27 دقيقة، مما عزز من دور مصر كمزود رئيسي للخدمات الفضائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تفاصيل تقنية متقدمة
تم بناء القمر "نايل سات 201" بواسطة شركة تاليس الينيا سبيس الفرنسية-الإيطالية، ويزن نحو 3.2 طن عند الإطلاق. تمركز القمر في المدار الجغرافي الثابت عند خط الطول 7 درجات غربا، وهو المكان الذي شهد وجود الأقمار السابقة، مما ساهم في الحفاظ على استمرارية البث. يحتوي القمر على 24 وحدة إرسال واستقبال على نطاق الترددي "كايو باند" و4 وحدات على تردد "كا باند"، ويعمل عبر ألواح شمسية تولد 5.9 كيلوواط من الكهرباء.
تأثير القمر على الإعلام المصري
دخل "نايل سات 201" الخدمة الفعلية في سبتمبر 2010، وساهم في إطلاق حوالي 300 قناة تلفزيونية جديدة، مما رفع عدد القنوات التي تبث عبر أسطول النايل سات إلى أكثر من 560 قناة، بالإضافة إلى 100 محطة إذاعية. يستفيد من هذه الخدمات نحو 40 مليون أسرة في مصر والمنطقة، مما يعزز من موقع مصر الإعلامي على الساحة الإقليمية.
تبلغ تكلفة "نايل سات 201" نحو 237 مليون دولار، وكانت الشركة المصرية للأقمار الصناعية نايل سات قد حصلت على تمويل من مواردها الذاتية إضافة إلى قرض من أحد المصارف الإقليمية.
استمرار الابتكارات في الفضاء
صمم "نايل سات 201" للعمل لمدة 15 عاما، ويستمر في أداء مهامه بكفاءة حتى أطلق خليفته "نايل سات 301" في يونيو 2022. يشمل هذا القمر 38 ترانسبوندر، مما يزيد سعة البث بنسبة تفوق 45% ويؤمن استمرارية الخدمة لنحو 15 عاما إضافية، ليغطي مناطق واسعة تشمل مصر وأجزاء من قارة إفريقيا ودول حوض النيل.
تأسست شركة نايل سات عام 1996 ومقرها مدينة 6 أكتوبر، وتدير حاليا مجموعة من الأقمار الصناعية. يمثل هذا الإنجاز علامة فارقة في مسار تطوير البنية التحتية الإعلامية في مصر، حيث تؤكد استراتيجية الدولة على التزامها بتعزيز التغطية الفضائية العالية الجودة.