آثار التنمر على الصحة النفسية
من الموضوعات التي تستحق الحديث عنها هي آثار التنمر على الصحة النفسية والتي هي ظاهرة من أهم الظواهر التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة بالعالم أجمع، حيث يعاني الكثير من الناس سواء كانوا صغارًا أو كبارًا من التعرض لذلك النوع من التعدي والاضطهاد وبالطبع لذلك آثار لا يمكن التغاضي عنها، وفي السطور التالية من مقالنا سنوضح أبرز الآثار المحتملة لذلك.
آثار التنمر على الصحة النفسية
هناك الكثير من الآثار المحتملة للتنمر التي تصيب الصحة النفسية بالسوء وهو ما ينعكس في الكثير من المظاهر الأخرى التي يمكن لمسها وملاحظتها والتي من أبرزها ما يلي:
1- آثار التنمر على الضحايا
هناك الكثير من آثار التنمر التي يمكن أن يعاني منها الناس الذين يتعرضون لذلك السلوك أو ذلك الفعل، وفي السطور التالية نعرض أبرز تلك الآثار:
- عدم القدرة على التركيز وكذلك تراجع الأداء في العمل أو في الدراسة.
- أيضًا من بين الآثار التي يمكن ملاحظتها هي غياب الثقة بالنفس بالنسبة لمن تعرض للتنمر.
- من المحتمل التعرض للاكتئاب والقلق ويمكن أن يؤدي الأمر إلى الانتحار.
- الخجل والرهاب الاجتماعي وكذلك الخوف من مواجهة التجمعات الغريبة.
- يُحتمل أن يسبب التنمر أثر سلبي للغاية وهو عدم القدرة على التذكر بشكل جيد بسبب القلق والتوتر الذي يصاحب التعرض للتنمر.
- هناك بعض الآثار الاجتماعية والعاطفية الأخرى والتي منها الصعوبة في الحصول على الصداقات وكذلك تدني احترام الذات وكذلك شعور بالغضب والمرارة والعجز والضعف والبقاء في عزلة.
- يمكن أن يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التوجه نحو شرب الكحول وتناول المخدرات.
- الابتعاد عن الأنشطة الطبيعية التي يتم ممارستها في الطبيعي وغياب الاهتمام بها.
- أيضًا حدوق تغيرات واضطرابات في النوم.
- الابتعاد عن تناول الطعام أو حدوث اضطرابات في الطعام.
- هناك أيضًا آثار جسدية والتي تتمثل في أعراض تعبر عن التعب النفسي، مثل الصداع والقرحة في المعدة وغيرها.
2- آثار التنمر على أهل الضحية
من الممكن أيضًا أن يتعرض الأشخاص عائلات ضحايا التنمر إلى مجموعة من الآثار السلبية والتي من أبرزها ما سيلي ذكره وعرضه:
- إهمال الصحة بشكل عام بسبب الانشغال بالظروف التي يمر بها ابنهم.
- العزلة والبقاء في وحدة.
- شعور أهل الضحية بالعجز بسبب عدم القدرة على تدارك الموقف أو التعامل في تصحيح الوضع.
- الشعور بالحزن بسبب عدم قدرة الأهل على حماية الابن الذي يعاني من التنمر.
أسباب التنمر
قد يعتقد البعض أن التنمر سلوك يتم بهدف الإيذاء فقط أو بهدف التسلية من خلال جعل الآخرين أضحوكة ولكن الغير معروف للكثيرين أنه يكون بدافع بعض الأسباب والتي من أبرزها ما سنتعرف عليه في التالي:
1- إبداء القوة
من الممكن أن يكون التنمر سلوك يهدف إلى إظهار القوة والسلطة وذلك من خلال الاستهزاء أو التقليل من شأن الآخرين سواء كانوا أقارب أو زملاء عمل أو غير ذلك، ويكون عادة التنمر من الشخص الأقوى جسديًا من الآخر.
2- التعرض السابق للتنمر
من الأسباب المحتملة لخلق أشخاص متنمرين هي أنه سبق وتعرضوا للتنمر ولم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم فصاروا هم الآخرين متنمرين ويصيبون الآخرين بما أصابهم سابقًا، ويكون ذلك نوع من أنواع الانتقام ولكن بشكل غير واعي.
من المشاعر التي يمكن أن تنتاب هؤلاء الأشخاص في تلك الحالة هي الرضا وتحقيق العدل وذلك من خلال جعل الآخرين يشعرون بما شعروا به سابقًا ويعانون مما عانوا منه.
3- لفت الانتباه
في بعض الأحيان يكون ممارسة التنمر تجاه الآخرين بغرض لفت الانتباه وتحقيق الشهرة والشعبية الكبيرة من خلال تحقيق حالة من الضحك والمرح على حساب الضحايا، ويكون ذلك منتشرًا أكثر بين الأفراد في عمر المراهقة.
كما يمكن أن يكون الشخص المتنمر يعاني من عدم الشعور بالحب والتقبل من الآخرين وهو ما يجعله يلجأ إلى تلك الوسيلة حتى يثبت أنه خفيف الظل وقادر على خلق مناخ من البهجة من حوله.
4- الشعور بالغيرة
واحد من أسباب التنمر على الآخرين هي الشعور بالغيرة من الشخص الذي يتنمرون عليه، فدائمًا نجدهم يحاولون التقليل من شأنه والتقليل منه وإشعار الآخرين وإشعاره هو نفسه أنهم أفضل منه.
5- اكتساب التنمر من المنزل
المنزل والعائلة لهم دور كبير في تعليم الطفل التنمر فإن كان البيت يمارس تلك الفعلة على الأفراد من داخله أو خارجه حتمًا سيتعلم الشباب والأطفال ذلك، كما أنه يمكن تعلم ذلك من خلال منصات الإعلام في ظل غياب الرقابة من الأهل على المحتوى الذي يشاهده الابن.
علاج التنمر
الأشخاص الذين يعانون من التنمر من الآخرين عليهم لا بد لهم من التعامل مع الأمر بالشكل الصحيح وفي التالي سنذكر بعض الوسائل التي يمكنهم مقابلة الأمر بها ومن أبرزها ما يلي:
1- عدم إبداء أي رد فعل
يحب المتنمرون ويشعرون بالسعادة عندما يحزن الشخص الذي تم التنمر عليه أو أبدى أي غضب أو عدم ارتياح، لذلك هنا يكون المناسب له أن يسير بعيدًا عنهم ويتغاضى عما قيل له، ولكن ذلك ليس في كل المواقف بل هناك مواقف عليه اتخاذ رد فعل فيها.
2- تعلم أحد الفنون القتالية
من المهم أن يكون الشخص قويًا ويعرف كيف يتعامل مع المتنمرين إذا أضطر للدفاع عن نفسه، ويكون ذلك من خلال تعلمه بعض الحركات وبعض الأساليب القتالية التي تضمن قدرته على إيقاف وردع أي هجوم عليه.
3- الإيمان والثقة بالنفس
من بين العوامل التي تساعد في التعامل مع مشكلة التنمر أن يكون الشخص واثق من نفسه بشكل كبير ومؤمن بقوته للغاية ولا يترك أي أثر لكلام الآخرين عنه.
آثار التنمر على الصحة النفسية عنوان من خلاله تعرفنا أكثر على ظاهرة التنمر وعلى أهم الأسباب التي يمكن أن تسبب حدوثها وكذلك كيفية معالجتها لتجنب الآثار المترتبة عليها، ومن المهم توعية أطفالنا وأبنائنا بخطورة التنمر على الآخرين وكذلك بأنسب طرق للتعامل مع تلك الظاهرة.